Thesis & Dissertations

يتميز المجتمع الإنساني بأنه مجتمع اتصالي، لأن الأفراد يحتاجون إلى الاتصال ببعضهم بعضاً لتسهيل أمور حياتهم، وذوو الاحتياجات الخاصة جزء لا يتجزأ من أي مجتمع محلي أو دولي، وهم بحاجة إلى التواصل مع البيئة المحيطة بهم، ولكن حاجاتهم الخاصة، في النواحي التربوية والتعليمية والاتصالية، جعلتهم يحتاجون إلى نوع خاص ومختلف عما يتطلبه الآخرون. لذلك يأتي دور وسائل الإعلام، فهي التي توجه الاهتمام نحو قضايا بعينها، وتطرح الموضوعات، وتقترح ما الذي ينبغي أن يفكر فيه الأفراد باعتبارهم أعضاء في المجتمع، وما الذي ينبغي أن يعرفوه. فحين تقرر وسائل الإعلام تخصيص معظم الوقت والمساحة في التغطية الإخبارية لقضية ما، فإن هذه القضية سوف تكتسب أهمية قصوى لدى الجماهير التي تتعرض لتلك الوسائل. والإعاقة هي قضية إنسانية وحقوقية واتصالية ليست وليدة الساعة، وليست توأماً للعجز، بل في كثير من الحالات تعد حافزاً لمجابهة التحديات، ومنطلقاً لاكتشاف القدرات الابتكارية، والتاريخ الإنساني يحفل بأشخاص معوقين، أسهموا في تدعيم الحضارة البشرية على مر العصور في مجالات عديدة. إن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بأنواعهم المختلفة، بحاجة ماسة إلى الاهتمام بحياتهم ومستقبلهم، فهم باتوا يشكلون نسبة كبيرة في المجتمعات، خصوصاً تلك التي تقع في منطقة نزاعات، كما هي حال المجتمع اللبناني نتيجة الحروب المستمرة وأعمال العنف والأوضاع الصحية المتردية. لذا تأتي الحاجة إلى الرعاية المستمرة والدؤوبة لمتابعة آمال هذه الفئة وتطلعاتها الآنية والمستقبلية، لأن رعاية فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، تجعلهم يتخطون حدود الإعاقة ويسمون بأنفسهم على إعاقتهم التي أصيبوا بها. وللتحقق من مدى اهتمام الإعلام اللبناني بتلبية احتياجات ذوي الإعاقة، كان لا بد من معرفة كيفية استخدام هذه الفئة لوسائل الإعلام، ومعرفة الإشباعات المتحققة لديهم، لهذا السبب تم إنجاز موضوع الدراسة الحالية.