Thesis & Dissertations

بعد التطور الحاصل في الأساليب التي تتبعها الدول في تنمية قدراتها البشرية – من خلال الاهتمام بالعملية التعليمية وأركانها، والمتمثلة في المنهج، والأبنية المدرسية، والأساتذة والطلاب، عمدت تلك الأنظمة إلى استخدام الوسائل التكنولوجية المتاحة كافة، ومنها التلفزيون إلى جانب الدروس الاعتيادية التي تلقى على الطلبة في الحصة الدراسية، وذلك من أجل انجاح المهام الموكلة إليها، واحداث تغيير في القدرة على استيعاب المقررات الدراسية، والتي ستلقي بظلالها على انجاح العملية التعليمية في البلدان عامة، وفي المنطقة العربية خاصة. وفي العراق، واجهت العملية التعليمية بعد أحداث 9/4/2003 العديد من التحديات، أبرزها ضعف المستوى العلمي للطلبة الذي تجلى في تدني نسب النجاح في المدارس، وظاهرة تسرب الطلبة واتجاههم نحو العمالة المبكرة، وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، هذا فضلاً عن التفاوت بين كفاءة بعض المدرسين في ايصال المادة الدراسية للطلبة، خصوصاً بعد التغيير الشامل الذي طرأ على المناهج الدراسية. إن هذه المؤشرات التي تم ذكرها آنفاً، هي من الأسباب الرئيسة التي دفعت الباحث إلى دراسة مستوى إسهام الإعلام التربوي العراقي متمثلاً بفضائية العراق التربوية، في حل هذه المشكلات، والحد من تأثيرها، وذلك من خلال مدى إسهامها في تبسيط المواد الدراسية، وتسهيل فهمها، ومواكبتها للتطورات العلمية، وبثها برامج علمية مصحوبة بالوسائل التعليمية. وتكمن مشكلة البحث في الغموض الذي يحيط بحجم الدور الذي يؤديه الإعلام التربوي في تلبية احتياجات العملية التعليمية لطلبة الدراسة الإعدادية، وأعضاء الهيئات التدريسية في مدارس محافظة بغداد، من حيث الاستفادة المتحققة للطلبة من الإعلام التربوي في استيعاب المقررات الدراسية، وفاعلية الوسائل والأساليب التي يستخدمها الإعلام التربوي في إيصال الرسالة التربوية إلى الطلبة ورفع كفاءة الهيئات التدريسية