تطور الفن القصصي النسائي في لبنان: (1970 – 2000)
Abstract
منذ فترة، وقضية مصطلح الأدب النّسائيّ تأخذ مكانًا واسعًا من الاهتمام والدراسة، باعتبارها قضية ذات دلالة، ما بين مؤيّد وما بين رافض. والمرأة التي فُتحت لها أبواب العلم المعرفة، استطاعت إبداع الكثير في مواقع العلم. ومن هنا حملت الأطروحة العنوان التالي: تطوّر الفن القصصيّ النّسائيّ في لبنان (1970-2000). وفي هذه الدراسة، تبين مدى تركيز المرأة في قصصها، على العوائق التي أحاطت بها، والمتمثلة بالقوانين والأعراف والتّقاليد الاجتماعيّة الجامدة. وقد عبّرت المرأة عن تجربتها الإنسانيَّة، كما عبرت عن التغيِّير الذي طرأ على المجتمع. وعن مضمون الفصول، فقد تطرقت في الفصل الأول الى دراسة الفنْ القصصيّ: النشأة والتطور. أما الفصل الثاني فقد اشتمل على موضوعات القصّة النّسائيّة منذ بداية نشأتها في لبنان. إضافة الى دراسة تقنيات البنية السرديّة في الفصل الثالث. أمَّا المنهج الذي اعتمدته، فهو المنهج التحليليّ -الاستنتاجيّ، الذي يهدف الى تحليل النصوص واكتشاف مزاياه .وبيّنت الاطروحة أهميّة الصحافة في مجال الفن القصصيّ النسائيّ. فقد كانت المنبر الذي أتيح من خلاله نشر الإنتاج القصصيّ، فكوّنت لها الروافد الأساسيّة. كما عالج هذا البحث موضوعات القصّة النسائيّة، الاجتماعيّة والسياسيَّة، والمأسويّة والنفسية، والسيرة الذاتيّة، والفلسفيّة، والواقعيّة، والتاريخيّة، والبوليسيّة، والرمزيّة. كما تناول بالدراسة والتحليل تقنيات البنية السرديّة للقصة النسائية في لبنان. فلكلّ كاتبة أسلوبها في القصّ تتميز به. وقد واجه الفنْ القصصي النسائيّ منذ بداية نشأته تحدّيّات مختلفة، تطلّبت جهدًا لإيجاد حلول، وإرساء قواعد لفكر مستقل تحترم فيه حرية التعبير. واستطاعت المرأة المبدعة خلق أسلوب جديد، يستغل اللغة بكل تداعياتها وطرقها التعبيريّة المختلفة. ويمكن القول انّ مصطلح الأدب النّسائيّ يفيد عن معنى الاهتمام وإعادة الاعتبار إلى نتاج المرأة العربيّة الأدبيّ وليس عن مفهوم ثنائيّ، أنثوي ذكوريّ، يضع هذا النتاج في علاقة اختلاف ضديّ تناقضيّ، مع نتاج الرجل الأدبيّ، والمصطلح، بهذا المعنى يحيلنا على تاريخ للأدب العربي ساهمت فيه المرأة منذ عهود قديمة تعود إلى ما قبل الفتح الإسلاميّ. إلاّ أن مساهمتها أهملت بسبب معايير ربطت بين الفنون والآداب وثقافاتهما وبين نظام قبليّ قوامه القوّة، أو سلطة على رأسها رجل ينزع إلي التسلّط . ومصطلح "الأدب النسائي" يعود في العالم العربيّ، الى مرحلة النهضة عندما برز دور المرأة في نهوض المجتمع، وهو ما استدعى تعليمها وأفسح لها، من ثمّ، إمكان المشاركة في النشاطات الاجتماعيّة والثقافيّة والانتاج الأدبيّ. إنّ خطاب المرأة، الموصوف بالنسائيّ، هو خطاب يؤكّد حضورها الذاتيّ ويميزه. يضمر "النسائي" في الخطاب الأدبيّ العربيّ معنى الدفاع عن الأنا الأنثويّة، فهي ذات لها هويتها المجتمعيّة والإنسانيّة( ). إنّ المرأة هي الطاقة التي تملك معنى النمو والتقدم والإبداع في الفكر والعمل، عندما تتهيّأ لها الظروف الواقعيّة في تفجير طاقاتها في حيوية الحنان، وحركية العاطفة وحركة الحياة.
Student(s)
عفيفة بشير عباس
Supervisor(s)
د. بشير فرج