Thesis & Dissertations

لقد كان للحروب في العراق منذ بداية ثمانينات القرن المنصرم والتدهور المستمر بأحوال البلد، خصوصاً بعد التحولات السياسية الأخيرة في عام 2003، أثر كبير في خلق ظروف نفسية صعبة لدى جميع العراقيين، ومما زاد في سوء الأحوال أن هذه الحروب كانت السبب في حصول هجرات إلى الخارج، لذا فإن هذه المسببات جعلت من الذين أجبرتهم الظروف على مغادرة البلد في أوضاع نفسية غير مستقرة، وأصبح ارتباطهم بالبلد يتلخص بأهم مظاهره من خلال متابعاتهم الإعلامية لوسائل الاتصال التي تلعب دوراً في نقل مجريات ما يحدث داخل العراق، ومن هنا تأتت ممكنات الخوض في غمار هذا الموضوع، فلقد أصبح العراقيون يمثلون جزءاً من مجتمعات بلدان المهجر، وشكلوا ظاهرة واسعة، وتجد الباحثة من خلال سير البحث أن طبيعة الحياة النفسية والاجتماعية التي يعيش فيها المتلقي (الوافد العراقي) إلى لبنان، تعد مرتبكة ومشوشة، ويغلب عليها حالة من القلق والغموض، الذي يلف مستقبل حياتهم، والذي هو امتداد طبيعي لعدم الاستقرار الذي يعيشه العراق بشكل عام، وانطلاقاً من خصوصية هذه الظروف المعيشية، وقدر تعلقها بالتجاوب مع الإعلام، لاحظت الباحثة أن هذه الظاهرة تتسم بمظهر اشكالي، وأنها تتطلب الكشف عن الأسباب التي توضح اختيارات الوافد العراقي إلى لبنان للقنوات الإخبارية الفضائية، وفقاً لدوافعه ودراسة هذه الدوافع تحققاً من كم الاشباعات المتحققة.