Thesis & Dissertations

أصبحت العلاقات العامة وظيفةَ لا يسْتَغَنى عنها في جميع المؤسسات، سَواءً في المؤسسات التي تَتَوخى إلى الرِبِحْ أو لا تتَوخاه، مثل منظمات المجتمع المدني كالأحزاب السياسية والجمعيات الخيرية والنقابات والجمعيات المهنية. وتقوم العلاقات العامة بدورِ فعّال في الحياة السياسية وخاصة عند الأحزاب وذلك لطبيعتها التي تمتازُ بالتنافسِ لتحقيق أكبر قَدرْ من الفوز. وتعمل العلاقات العامة على خِدْمَة أهداف المؤسسات، فهي دوماً حاضرةُ في كل المشاريع، وتَفرضُ نَفَسها على قضيةِ التطور والتنمية في المجتمع، التي يُمِكنْ أن تؤديها العلاقات العامة في دفعِ عجلة التطور، وحينما نَتَكَلم عن دورِ العلاقات العامة في الحياة السياسية، فإننا نَقْصُدْ تحقيق تَطَور المؤسسات السياسية عن طريقِ ما تمثله العلاقات العامة بالنسبة للأحزاب، وما تنفِذه من مبادرات إعلامية واتصالية، من اجل أن يشعر أفراد المجتمع أنهم مسؤولون في العملية السياسية. ومن خلال الإطْلاع على واقع العلاقات العامة، نجد أن مهنة العلاقات العامة تعاني من الفهم الخاطئ، بسبب عدم وجود رؤية وفلسفة واضحة لمفهوم العلاقات العامة مع سوءِ الاستخدام لدورها الاتصالي وأنشطتها الاتصالية، وهذا ما حدا بها الى أن تكونَ أحدُ الأجهزة الاتصالية غير المبدعة بسببِ النظرة السطحية للإدارة العليا في المؤسساتِ نحو مهنة العلاقات العامة، فضلاً عن عدم وجود إدارة مستقلة للعلاقات العامة في كثير من الدوائر الحكومية والمؤسسات السياسية. وإن حاجة ماسة إلى دراسات تُبْحَثّ في دور العلاقات العامة في الحياة السياسية، وتعزز هذا التوجه في وجود بوادر تشير إلى إمكانية، أن تقوم هذه الإدارة بدور أفضل. ومن هذا المنطلق، فقد جاءت هذه الدراسة لِتكشِفْ عن هذه المشكلة وأسبابها ومتغيراتها ورصد معطياتها. حيث تقتضي الاجابة على السؤال الآتي: ماهي طبيعة العلاقات العامة ودورها في الحياة السياسية، ولاسيما في حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني؟